التهادي بين المسلمين والمسيحيين «مشروع».. وهو سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم
أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن التهادي بين المسلمين والمسيحيين، ومجاملة كل طرف للآخر في الأعياد والأفراح والمناسبات من الأمور المشروعة ؛ بل والمستحبة، والشريعة الإسلامية حثت عليها؛ لأنها تعزز أواصر الود والتراحم والقوة بين أبناء الوطن الواحد .
وأشار المركز إلى أن النبى ، صلى الله عليه وسلم ، كان يقبل الهدايا من غير المسلمين؛ فقد ورد عن على بن أبى طالب، رضى الله عنه ، قال: «أهدى كسرى لرسول الله ،صلى الله عليه وسلم ، فقبل منه وأهدى له قيصر فقبل ، وأهدت له الملوك فقبل منهم»، وقد فهم علماء الإسلام من هذا الحديث وغيره أن التهادي بين المسلم وغيره مشروع ومستحب ليس فقط لأنه يُعد من باب البر والإحسان، وإنما لأنه سنة عن النبى ،صلى الله عليه وسلم.
يذكر أن ، فتوى مشروعية التهادي بين المسلمين والمسيحيين، تأتى ضمن الحملة التوعوية التي أطلقها مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، تحت عنوان: «شركاء الوطن»، وذلك تزامنًا مع بدء احتفالات الإخوة المسيحيين بأعيادهم .
تهدف الحملة إلى ترسيخ مبادئ المواطنة والعيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد؛ بالإضافة إلى إظهار صورة الإسلام الوسطي الصحيح، وإبراز تعالميه السمحة التي شرعها لأتباعه فيما يتعلق بالتعامل مع أهل الكتاب، وتفنيد جميع الشبهات التي يثيرها عناصر الجماعات الإرهابية والمتشددون ضد المسيحيين، وما شابه ذلك من مزاعم وادعاءات الإسلام منها بريءٌ.
وتوضح حملة «شركاء الوطن»، الحقوق الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية لأهل الكتاب في الدول الإسلامية، وأحكام التعامل مع غير المسلمين بالبيع والشراء، وتهنئتهم بأعيادهم، وزيارتهم، وأكل طعامهم، واحترام مقدَّساتهم، وترد بشكل مفصل على الفتاوى الشاذة والمتطرفة التي يطلقها البعض في هذا السياق، وغير ذلك من القضايا الهامة التي تشغل الأذهان، والتي تتجدد على الساحة في بداية كل عام ميلادي .